responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحيوان المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 131
لأنّها تدع الحضن على بيضها ساعة الحاجة إلى الطّعم، فإن هي في خروجها ذلك رأت بيض أخرى قد خرجت للطّعم، حضنت بيضها ونسيت بيض نفسها، ولعلّ تلك أن تصاد فلا ترجع إلى بيضها بالعراء حتّى تهلك. قالوا: ولذلك قال ابن هرمة:
[من المتقارب]
فإنّي وتركي ندى الأكرمين ... وقدحي بكفّي زندا شحاحا «1»
كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا
وقد تحضن الحمام على بيض الدّجاج، وتحضن الدّجاجة بيض الطاوس، فأمّا أن يدع بيضه ويحضن بيض الدّجاجة، أو تدع الدجاجة بيضها وتحضن بيض الطاوس فلا. فأمّا فرّوج الدّجاجة إذا خرج من تحت الحمامة؛ فإنّه يكون أكيس «2» . وأمّا الطاوس الذي يخرج من تحت الدّجاجة فيكون أقلّ حسنا وأبغض صوتا.
159-[الفرخ والفروج]
وكلّ بيضة في الأرض فإنّ اسم الذي فيها والذي يخرج منها فرخ، إلّا بيض الدّجاج فإنّه يسمى فرّوجا. ولا يسمّى فرخا، إلّا أن الشعراء يجعلون الفرّوج فرخا على التوسّع في الكلام. ويجوّزون في الشعر أشياء لا يجوّزونها في غير الشعر، قال الشاعر: [من الطويل]
لعمري لأصوات المكاكيّ بالضّحى ... وسود تداعى بالعشيّ نواعبه «3»
أحبّ إلينا من فراخ دجاجة ... ومن ديك أنباط تنوس غباغبه
وقال الشمّاخ بن ضرار: [من الوافر]
ألا من مبلغ خاقان عنّي ... تأمّل حين يضربك الشّتاء «4»
فتجعل في جنابك من صغير ... ومن شيخ أضرّ به الفناء
فراخ دجاجة يتبعن ديكا ... يلذن به إذا حمس الوغاء

اسم الکتاب : الحيوان المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست